بينما كنت أجلس في غرفتي والتي كالعادة فضلت بأن تكون مظلمة..
بدأت فجاءه تتحذف على مخيلتي الأفكار وبعدها وجدت أن شمعه الذكريات قد عادت للاشتعال حتى تعيدني بذلك للهيب وحرارة نارها..
ابتعدت لفترة أظنها طالت لدرجة أني وجدت الراحة وهاأنا ذا أجد نفسي قد عدت بالتدريج بعد أن كدت أنسى...لم يحرك مشاعري ويعيد فتح كتيب ذكرياتي سوى الماضي...
غيرت مكاني الذي كنت أجلس به ,,استلقيت على ظهري عل بذلك أعيد إغلاق ما قد أغلقته منذ زمن ...لكن عاد وأنفتح ولأني أصلا لاأريد أن أتذكر ماضي أحاول نسيانه ..
وبالفعل تقريبا زاح عني ذلك الألم وزاحت عني الذكريات المؤلمة..
نعم لاأستطيع النسيان لأني ماأريد نسيانه هو أصل في حياتي فهل يتخلى الانسان عن أصله؟؟
أقسم ليس بهذا الزمن من يستطيع احتمال فقدان ولو جزء من جسده ,,فكيف يعيش بدون حياة أن فقد ماضيه ..
حاولت النسيان لا أنكر لأني أردت أن أعيش ما تبقى من حياتي بدون عذاب وهموم لكن كل ماعزمت النسيان وجدت صدى العتاب يجهر بأذاني حتى أني لم أحتمل ذلك..
وجدت نفسي خاضعة لدموع حاولت أن أتداركها ,,حاولت أن أخفيها عن أعين الناس(أعين كلها قسوة) ..لكنها كانت أقوى مني وأعترف بذلك..
لم أستطيع النسيان نعم لكني أستطيع التناسي وأستطيع الإنكار وأستطيع التمثيل وأستطيع وأستطيع وأستطيع..........!
بيدي أن أحب وأحب وبيدي التضحية لمن أحب وبيدي التخلي ..!!
في بعض الأحيان أتمنى أن أكون طيرا كلما كتمته الآلام أطلق جناحيه للهواء مسافر بعيد حيث الأمان والراحة بعيدا عن العذاب والأسى بعيدا حيث القلوب الصافية التي لا يتخللها سوى الحب والتي تخلو من الحقد والكره والحسد..
وأحيانا أخرى أتمنى أن أكون خيالا أو ظلا لمن أحب ملازما له بدون شعور منه ..كلما أردت الاطمئنان عن حاله أجد نفسي معه و كلما أردت التأمل في عينه كنت قريبة منه لا يفصل بيننا شي ولا نبعد عن بعضنا..
لن تتحقق هذه الأمنيات لأنها ببساطه مجرد أمنيات ليس لها مكان من الواقع..
نحن كما نحن لانستطيع الطيران ولا التحول ,,خلقنا هكذا وسنظل هكذا دوام الحياة ,,كل ما يمكننا فعله هو التحدي والصمود ..تحدي الفراق ومرارته ..تحدي الايام وقسوتها ..تحدي العذاب والألم ..!!
كما كتب لنا أن نلتقي يوما وان يكون بمحبتنا أسمى معاني الحياة سيكتب لنا أن نفترق بعد هذه اللقاء ..
لم يزدني أفراج كلماتي سوى ألم على ألم..