"من وصايا العلماء للا نتفـــــــــاع بالقرآن"
"استحضـــــــــــــــارالعقل"
يقول المحاسبي في واحدة من وصاياه الطيبة لنا :
عليك بإحضار عقلك فبذلك تفهم وتذكر ألم تسمعه عز وجل يقول:
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِـــــــــــــــيدٌ﴾ ق : 37
قال مجاهد ﴿أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ﴾ لا يحدث نفسه بغير ما يسمع
﴿وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ قــــــــــــــــال : شاهد القلب
وبذلك مَدَح المستمعين لتلاوة كتابه بالفهم فقال عز و جل :﴿ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَــــــــــــالُوا أَنْصِتُوا﴾ الأحقاف29 :
مدحهم بأن سكتوا عن الكلام لئلا يشتغلوا عن فهم ما يتلو نبيه صلى الله عليه وسلم عليهم ، قالوا هذا وهم لم يعلموا ما فيه وما هو ،
﴿فَلَمَّا قُضِيَ﴾ وفهموا عن الله عز و جل
ما تلا عليهم نبيه عليه الصلاة والسلام ﴿وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ﴾
تحدثوا فقالوا:
﴿قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)
يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْلَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31)
وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ﴾
وقالوا:﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَـــــــآمَنَّا بِهِ﴾
[الجن : 1 ، 2]...الآيات .
لقد نطقوابالحكم عن فهم بيِّن ، وعن عقول ذكية في استماع آيات في مقام واحد ، فدعوا إلى إجابة الله عز و جل وأمَّلوا المغفرة والنجاة من العذاب الأليم، وأخبروا أنه من أعرض عما تلا نبيه صلى الله عليه وسلم من كلام ربه عز و جل لا يعرف الله وأن مصيره إليه .
هذا الأدب والفهم من استماع آيات في مقام واحد في أقل من ساعة..
فكيف بمن وعى القرآن كله من صغره ، ويكرر تلاوته من صباه إلى كبره ، وعمرالسنين الكثيرة ، لم يعقل عن ربه ولم يفهم كلام مولاه فيقوم بحقه.
انـتبـــــــــــه!
لقد ذم مولانا عز و جل المتشاغلين عند استماعهم بالمحادثة فقال تعالى:
﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَــــــــــا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْـــــــــــــــــوَى ﴾
[الإسراء :47 ]
فاحرص أن لا يكون فيك خلق ذم الله عز و جل به كافرا، وإن كنت مؤمنا ، فإن من كمال الإيمان مخالفة أهل الكفربالقول والفعل فيما نهى الله عز و جل عنه.
بالاستماع والانصات تستجلب الرحمة
ولقد وعد ربنا عز و جل بالرحمة ، وأمرنا أن نطلبها منه بالاستماع،والإنصات لفهم كلامه، فقال:
﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف : 204] ،
فجعل الاستماع بترك الكلام لتفهم كلامه يوجب الرحمة.